الوصايا الحسان لأغتنام رمضان

بقلم الشيخ/ إبراهيم صابر عبدالعزيز
ها هو رمضان قد أقبل شهر الجود والإحسان، شهر العتق من النيران، شهر النفحات والنسمات، شهرٌ تُفّتح فيه أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران، شهرٌ تتزيّن فيه الجنة لعباد الله الصائمين القائمين.
والله والله لو أدركنا قيمة رمضان ما ضيّعنا لحظة من لحظاته. يا لها من نعمة عظيمة أن أمهلنا الله حتى بلغنا شهر رمضان، فهنيئاً لمن وُفّق لاغتنام هذا الشهر صلاةً، وصياماً، وقياما.
أخي الصائم أُختي الصائمة: بين يديك وصايا للفوز بهذا الشهر الكريم، فاستعن بالله، واعزم على فعل ما استطعت من هذه الوصايا وهي:
الوصية الأولى: أُخلُ بنفسك، اعترف بذنبك، ناج ربك اعصر القلب وتألم، أُترك دموعك تسيل على خديك وأنت تذكر هفواتك وآثامك التي ارتكبتها في حق خالقك وسترى الرحمات والبركات تنزل من رب الأرض والسماوات.
الوصية الثانية: مهمتك أخي الحبيب في رمضان تتركز في الاستفادة القصوى من ثواني ودقائق وساعات هذا الشهر والتي تتجاوز (2) مليون ونصف ثانية، (43) ألف دقيقة، (720 ) ساعة، منها (500) ساعة ما بين نوم، و أكل، وزيارات، وتنقل في الأسواق، وجلسات هنا وهناك ولا يتبقى لك سوى 220 ساعة والتي تعادل تسعة أيام فقط.
الوصية الثالثة: انتبه لأغلى وأثمن وأسمى ثلاث ساعات من أيام رمضان لا تفرط فيها.
الساعة الأولى: بعد صلاة الفجر وهي وهو وقت مبارك، قال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)[ق:39].
الساعة الثانية: ساعة الغروب وهي ساعة مباركة لا تشغلوا فيها أنفسكم بالحديث عن الدنيا وما فيها واشغلوا أنفسكم بذكر الله والدعاء. فللصائم عند فطره دعوةٌ لٱ تُرد.
الساعة الثالثة: ساعة الأسحار، ساعة المناجاة، ساعة القرب من الله، قال تعالى: (وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات: 18].
أخي الصائم: اغتنم تلك الساعة وصلّ ولو ركعتين، وادع ربك وتذلل بين يديه.
الوصية الرابعة: الاعتياد على التبكير إلى المسجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق، فلا تُفرط في ذلك ما استطعت.
الوصية الخامسة: رمضان قصير لا يحتمل التقصير، وقدومه عبور لا يقبل الفتور، فكلما تكاسلت… فتذكر قول الله تعالى: (أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ)[البقرة:184].
الوصية السادسة: إذا شعرت بحرارة وتعب وارهاق تذكّر بصيامك وعطشك الظمأ يوم القيامة في يوم مقداره خمسين الف، وتذكر حلاوة الأجر. وما أجمل الفرحة عند الإفطار، وما أحلاها عند أخذ الكتاب باليمين، وصدق -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة بلقاء ربه”(البخاري (4/103) الصوم: باب فضل الصوم ومسلم (8/32) في الصيام: باب فضل الصيام).
الوصية السابعة: أخلص في صيامك وصلاتك ودعائك، و احتسب كل طاعة تقوم بها.. فلن تؤجر إلا على ما احتسبت، لذا عليك أن تعلم ثواب العبادات؛ لكي تحتسبها. وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”(متفق عليه). و “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من تقدم من ذنبه”(متفق عليه)، و “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”(متفق عليه).




