المازوخية نظرةٌ ثاقبةٌ في عالم الاستمتاع بالألم تكتبه ريم ماهر

إعداد _ محمود ابومسلم
المازوخية، مصطلح غريب على الكثيرين، إلا أنه يمثل ظاهرة نفسية معقدة تتضمن الاستمتاع بالألم النفسي أو الجسدي.
فالمازوخية:
حالة نفسية تتميز برغبة الشخص في الشعور بالألم أو الإذلال، وربط ذلك بالمتعة الجنسية أو النفسية(شخصيات تستمتع بتلقي العقاب والإهانة)
أسباب المازوخية
لا يوجد سبب واحد واضح للمازوخية، بل هي نتيجة تفاعل عدة عوامل مُعقدة ومنها:
1- تجارب الطفولة:
قد تكون التجارب المؤلمة في الطفولة، مثل العقاب البدني الشديد أو الإهمال، عاملاً مساهماً في تطوير المازوخية.
2- العوامل النفسية:
قد يكون هناك اضطرابات نفسية أخرى مصاحبة للمازوخية، مثل الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية.
3- العوامل البيولوجية:
قد تلعب العوامل البيولوجية، مثل اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، دوراً في تطوير المازوخية.
4-العوامل الثقافية: قد تؤثر التنشئة الثقافية والقيم السائدة على تطوير المازوخية.
أعراض المازوخية
تتنوع أعراض المازوخية باختلاف شدتها وشكلها، ولكنها تشمل بشكل عام:
-الرغبة في الشعور بالألم: سواء كان ذلك الألم جسديًا أو نفسيًا.
– الاستمتاع بالإذلال: الشعور بالمتعة عند التعرض للإهانات أو العقاب.
– التعلق بأشخاص مسيطرين: جذب الأشخاص الذين يمارسون السيطرة أو العنف.
-صعوبة في التعبير عن المشاعر: صعوبة في التعبير عن الاحتياجات والرغبات الحقيقية.
– الشعور بالذنب والاستحقاق: الشعور بأن الشخص يستحق العقاب أو الألم.
المازوخية والصحة النفسية
فالمازوخية كما نوهنا سابقاً تعتبر اضطرابًا نفسياً يؤثر على حياة الشخص بشكل كبير. وقد يؤدي إلى علاقات غير صحية، أو مشاكل بالعمل، وأعراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق.
هل المازوخية اضطراب نفسي أم سلوك معقد؟
دعني أبسط لك الآمر جيداً سيدي القارئ:
المازوخية هي حالة نفسية معقدة تتسم بالاستمتاع بالألم أو الإذلال، سواء كان ذلك جسديًا أو نفسيًا. ويمكن أن يكون هذا الاستمتاع مرتبطًا بالنشاط الجنسي أو ببساطة برغبة الأسير ذاته في الشعور بالألم لا أكثر ولا أقل كنوع من أنواع تأنيب الذات أو جلدها.
لماذا تعتبر المازوخية اضطرابًا نفسيًا؟
أولاً لأن الأشخاص الذين يعانون من المازوخية غالبًا ما يشعرون بضيق نفسي كبير بسبب سلوكهم، وقد يؤثر ذلك سلبًا على علاقاتهم وحياتهم اليومية؛ وقد تكون هناك دوافع غير واعية وراء هذا السلوك، مثل الرغبة في العقاب أو الشعور بالذنب لذلك:
يمكن أن يؤدي السلوك المازوخي إلى عواقب وخيمة، مثل الإصابة الجسدية أو تدمير العلاقات الأسريه أو غيرها من العلاقات ذات الأواصر القوية.
كيف يتم تشخيص المازوخية؟
تشخيص المازوخية يتطلب تقييمًا نفسيًا شاملًا من قبل متخصص. يتم ذلك من خلال:
– المقابلة السريرية: حيث يقوم الطبيب النفسي بسؤال المريض عن تاريخه الطبي والنفسي، وأفكاره، وشعوره، وسلوكه وما شابه.
– الاختبارات النفسية: قد يتم استخدام بعض الاختبارات النفسية لتقييم الشخصية والوظائف المعرفية للمُصاب ذاته.
(علاج المازوخية)
يمكن علاج المازوخية من خلال مجموعة متنوعة من العلاجات، بما في ذلك:
العلاج النفسي:
مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد الشخص على تغيير أنماطه السلبية وتطوير مهارات جديدة للتكيف.
العلاج الدوائي:
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لمساعدة الشخص على إدارة الأعراض المصاحبة للمازوخية.
العلاج الجماعي:
يمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيدًا للشخص للمشاركة مع الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة.
وبالنهاية
لا يوجد طريقة مضمونة للوقاية من المازوخية، ولكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات للحد من خطر الإصابة بها، مثل:
-بناء الثقة بالنفس: تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات.
-تطوير علاقات صحية: بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة.
– طلب المساعدة عند الحاجة: عدم التردد في طلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية.
فاالمازوخية كمان اشارنا سابقاً هي:
ظاهرة معقدة تتطلب فهماً عميقاً للآليات النفسية التي تقف وراءها. من خلال التعرف على أسبابها وأعراضها، يمكن تقديم المساعدة المناسبة للأشخاص الذين يعانون منها. يجب أن نتذكر أن المازوخية ليست اختيارًا، بل هي اضطراب يحتاج إلى علاج؛ وتتطلب علاجًا متخصصًا من قبل الطبيب أو الموثوق به من الاقربون قلباً وقالباً.