«من أحصاها».

بقلم/ دكتور محمد فتحى رضوان المسلمى
مدرس البلاغة والنقد جامعة الازهر
من أحصاها دخل الجنة:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة».
والمراد بالإحصاء:
باختصار معناه العد والحصر المتقضي بالضرورة الحفظ يعني إذا كلفتك وقلت لك أحص لي عدد الطلاب في الفرقة ودخلت وأحصيتهم بالضرورة ينبغي أن تحفظ العدد لتقوله لي فإذا ما سألتك أحصيتهم؟ ستقول لي نعم خمس وثلاثون.
أما إذا قلت لي نعم أحصيتهم ولكن لا أحفظ العدد سيكون هذا ضربا من الهراء.
وكل الإحصاء في القرآن هكذا عدد وحصر يقتضي بالضرورة الحفظ وعدم النسيان.
وليس مجرد عدد وانتهى:
{ یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤا۟ۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ}
[سُورَةُ المُجَادلَةِ: ٦] يعني أعده وكتبه وحفظه
{وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ عَدَدَۢا }
[سُورَةُ الجِنِّ: ٢٨] أي كل شيء معدود ومحصور ومحفوظ
{عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ}
[سُورَةُ المُزَّمِّلِ: ٢٠] يعني يصعب عليكم قراءته كاملا في الصلاة والقراءة يلزمها الحفظ لأن هذا الأصل في القرآن (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)
وكل شيء أحصيناه في إمام مبين. محفوظ
وكل شيء أحصيناه كتابا. محفوظ
وهكذا كل إحصاء يلزمه حفظ شيء معين لفائدة معينة.
لو كان مجرد عدها فقط فما الفائدة؟ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال إنها تسعة وتسعون، يعني عدها فلابد من جمعها وحفظها والعمل بمقضتاها.
أما تحديد الأسماء على وجه اليقين ففيه خلاف بين العلماء ومازال عندي محل بحث بمشيئة الله تعالى.




