قدرة الإنسان مع ذاته

قدرة الإنسان مع ذاته
بقلم/ هناء هيكل
من لم يكن نوراً لذاته لن تسعفه كل أضواء الكون!!
إن القدرة على العلاج الذاتي تنبثق من فهم الإنسان العميق لذاته، ومن استعداده لمواجهة جروحه وآلامه بشجاعة، فعندما يتحول الإنسان إلى نورٍ لنفسه، يصبح قادراً على إضاءة طرقه المظلمة، وعلى تحويل تجاربه السلبية إلى فرص للتعلم والنمو، إنه يصنع من ذاته منارة، يستمد منها القوة والتوجيه، بدلاً من انتظار العون من الخارج.
فالفكرة هنا تتجاوز مجرد الاكتفاء الذاتي؛ إنها تعبير عن الحرية الداخلية، عندما يدرك الإنسان أنه هو مصدر قوته، يكتشف أن السلام الداخلي ليس مرهوناً بعوامل خارجية، بل مرهون بما ينبع من قراراته الشخصية وإرادته الحرة، وفي هذا المعنى، يصبح الاعتماد على “أضواء الكون”، أي على الدعم الخارجي والمحفزات الخارجية، مجرد قناع مؤقت يخفي الحاجة الحقيقية إلى النور الداخلي.
هذا النور الداخلي هو ما يجعل الإنسان قادراً على تحويل الظلام إلى نور، والفوضى إلى نظام، إنه البوصلة التي توجه الإنسان نحو مساره الصحيح، حتى عندما تبدو الطرق مظلمة ومعقدة، ومن خلال هذا النور الداخلي، يصبح الإنسان قادراً على تحقيق السلام مع ذاته، وعلى التفاعل مع العالم من موقع قوة واستقلالية.
بهذا الفهم العميق، يتحول العلاج الذاتي إلى فن من فنون الحياة، حيث يصبح الإنسان فناناً يرسم لوحته الخاصة، مستخدماً تجاربه وأفكاره ومشاعره كأدوات، وفي النهاية، النور الذي يشع من الداخل هو النور الذي يضيء حياة الإنسان بحق، وهو النور الذي يجعل الحياة أكثر وضوحًا وابلغ معنى، مهما كانت تحديات الحياة.







