ومضة مجتمعية: أولياء الأمور ومافيا الدروس الخصوصية

بقلم / محمود الوروارى
من خلال متابعتى لصفحات التواصل الإجتماعى خلال هذه الأيام،شاهدت قيام جمع كبير من المعلمين بالإعلان عن مواعيد الحجز للدروس الخصوصية فى مشهد غير مقبول وسعى غير مشكور ،خاصة وأن امتحانات الثانوية العامة لم تنتهى بعد.
من وجهة نظرى أعتقد أن الإعلان عن مواعيد الحجز فى هذا الوقت تحديدا وفى مثل هذه الظروف غير مقبول لأنه يجبر غير القادرين على الذهاب للحجز وبدء المجموعات خشية رفض أبنائهم حال تأخيرهم الحجز مع بدء العام الدراسي.
وأؤكد للجميع أن ما دفعنى لعرض هذه القضية الشائكة هو كثرة تواصل أولياء الأمور معى ولسان حالهم يردد” أرحمونا من الدروس الخصوصية …المعلمون لم يتركونا شهر واحد لنستريح من عناء الدروس”،والمؤسف أن الظروف المعيشية لأولياء الأمور لا تسمح الأن للحجز لأنهم لم يستعيدوا أنفاسهم ويتنفسو تنفس الصعداء من كابوس الثانوية العامة الذى لم ينتهى بعد،حيث فوجئوا بكابوس أخر يدعى” الدروس الخصوصية” .
سرعان ما ظهرت الأن مافيا الدروس الخصوصية وأعلان أصحاب السناتر مواعيد الحجز وبدء الدروس شاء من شاء وأبى من أبى فى مشهد يضع أولياء الأمور بين شقى الرحى،إما دفع النقود كمقدم لكبرى سناتر الدروس الخصوصية أو رفض الطالب حال تقدمه للحجز الشهر القادم فيضطر للحجز،وللعلم ولى الأمر خرج من موسم عيد الأضحي ،وأصبحت الخزينة شبه فارغة وربما كان بها جنيهات معدودة يسد بها رمقه،وربما كان ولى الأمر يعول أربعة أبناء أو أكثر فى مراحل مختلفة من التعليم ويحتاجون لأكثر من نصف ميزانية البيت للدروس فماذا يفعل لمواجهة هذا الكابوس؟.
من وجهة نظرى أقول بأن الاجازة الصيفية لممارسة الطلاب للأنشطة وراحة لولى الأمر من وطأة الدروس الخصوصية فهل نترك الطلاب ليستريحوا من عناء الحبس الإنفرادى بغرف المنازل ونفسح الطريق أمامهم ليمارسوا الأنشطة الثقافية والرياضية والمجتمعية بمراكز الشباب وغيرها،كما نفسح المجال لولى الأمر ليتنفس تنفس الصعداء ؟؟؟
أيها المعلمون الشرفاء…أليس منكم رجل رشيد؟
أنتم قامات كبيره ونقدر مجهوداتكم ورسالتكم السامية ولكن رفقا بأولياء الأمور، ونأمل تأجيل الحجز والدروس لتكون مع بدء العام الدراسى الجديد نظرا للظروف المعيشية ونقترح تبني مبادرة تعمم على كل المجموعات تشمل إعفاء غير القادرين من دفع مصاريف الدروس لله أولا ثم خدمة للوطن ومن باب جبر الخواطر ومساعدة المحتاجين…فهل من مجيب؟
*نداء للمسؤولين:
ندائى لوزير التعليم ومحافظ الأقليم ووكيل الوزارة بالتصدى لهذه الظاهرة عن طريق غلق وتشميع جميع سناتر الدروس الخصوصية ومحاسبة أي معلم يقوم بإعطاء دروس فى هذا الوقت بأشد العقوبة رحمة بأولياء الأمور الذين يتحملون المشاق من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم.





